في هذه الفترة ومع قلق وخوف معظم الناس من فيروس كورونا زادت معدل حالات الارتكاريا أو الحساسية والحكة الشديدة في العيادات ويعود ذلك للقلق الذي يسبب اضطراب في جميع أعضاء الجسم ومن الأعضاء التي تتأثر بالارتكاريا الجلد.
هذا النوع من الارتكاريا يسمى الارتكاريا النفسية: وهي حالة يصاب بها بعض الأشخاص وتعد من الأمراض الجلدية المرتبطة بشكل مباشر بالحالة النفسية.
وتكون الأعراض على صورة حساسية واحمرار بمناطق معينة بالجلد عند التعرض للضغوط العصبية كالتوتر والانفعال والقلق والخوف كما هو الحال الآن، وتبدأ غالباً بالظهور في صورة طفح جلدي وتورم في بعض المناطق المحدودة، ثم تنتشر في باقي أجزاء الجسم وغالبًا ما تكون على شكل خلايا النحل.
في معظم الوقت يشعر المريض بإحساس الوخز بالإبر في أنحاء جسمه مع رغبة شديدة بالحكة قبل بداية ظهور هذا الطفح مباشرة، وتستمر في الحالات البسيطة مدة تتراوح بين يوم إلى يومين ثم تختفي، أما إذا استمرت لفترات طويلة، فيفضل زيارة الطبيب وإجراء بعض الفحوصات والتحاليل مثل صورة الدم وإنزيمات الكبد والكلى وجرثومة المعدة ونسبة الحساسية بالدم ومعدل سرعة الترسب بالدم ووظيفة الغدة الدرقية؛ حتى نستبعد مسببات أخرى للحكة والارتكاريا مثل جرثومة المعدة التي من ممكن أن تؤدي إلى ظهور الارتكاريا والحكة أو أي التهاب داخلي في الجسم مثل التهاب البول أو التهاب لثة أو أي دمل في الجسم.
مشاكل وخلل وظيفة الكبد والكلى والغدة الدرقية ممكن أن تسبب الحكة ويكون معها أعراض أخرى بينما ارتكاريا النفسية لا توجد أعراض أخرى سوى القلق والاضطراب وتكون ظاهرة على المريض.
كما أن استخدام بعض أدوية الأمراض المزمنة يؤدي إلى الحكة.
عند التأكد أنها حساسية نفسية العلاج الأفضل والأكثر فعالية يكون بتجنب القلق والتوتر والإيمان والثقة بالله والعبادة لأنها تساعد على الراحة النفسية.
أيضا يمكن ممارسة نشاطات تساعد على الإسترخاء مثل جلسات اليوغا أو إلى التأمل للتخلص من المشاعر السلبية والضغط النفسي الحاصل.
في سياق متصل، ننصح نحن الأطباء بإمكان تناول دواء مضاد للحساسية عند بداية ظهور الارتكاريا النفسية لمنع انتشارها بسرعة في الجسم وتقليل درجات الحكة وتخفيض مدة الإصابة المتوقعة.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال ظهور عوارض غريبة مثل تورم الشفتين أو صعوبة في التنفس أو دوخة، وفي حال إصابة الشخص بأنواع أخرى من الحساسية أو الطفح الجلدي في الوقت نفسه، يجب الحصول على المساعدة الطبية اللازمة لمنع تطور حالة المريض نحو الأسوأ.
د. نجوى الصاوي
استشارية أطفال و حساسية ومناعة
المملكة العربية السعودية