الإيقاع الحيوي لفظة مركبة من كلمتين إغريقيتين بيو Bio ومعناها الحياة، ورثم Rhythm ومعناها التكرار الدوري بإيقاعات منتظمة، وهو العلم الذي يدرس الدورات الحيوية المميزة لطبيعة جميع الكائنات الحية، وقد أثبت العلماء إن الإنسان يتأقلم لتأثيرات الإيقاع الحيوي اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي ومتعدد السنوات للعوامل الطبيعية.
يقصد بالإيقاع الحيوي التغيرات الحيوية المنتظمة ذات المدى القريب والبعيد والتي يزداد خلالها أو يقل النشاط البدني والعقلي والإنفعالي والحدسي والجمالي والحسي والروحي والإتقاني والحكمة والعاطفة عند الإنسان. ترتبط هذه التغيرات بالبيئة الداخلية (الوراثية) والخارجية المحيطة (الفيزيقية) إذ تتغير استجابات حوالي (100) وظيفة فسيولوجية لأجهزة جسم الإنسان، ولا يقتصر الإيقاع الحيوي على مجرد تغيرات في مستوى كفاءة أجهزة الجسم على مدار اليوم الكامل بل يمتد ليشمل فترات زمنية قد تطول أو تقصر، ويشمل الإيقاع الحيوي كافة تكوينات الإنسان: البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
اختلفت وجهات نظر العلماء عن بدء دورات الإيقاع الحيوي فمنهم من يرى أنه يبدأ في التكوين من قبل ميلاد الطفل، أي من يوم الحمل وتستمر لمدة ثلاثة أشهر لإكمال الدورة السنوية. وهناك من يحدد بدأ الدورات الإيقاعية بيوم الميلاد. ويعد الإيقاع الحيوي للأم هو المصدر الرئيس للإيقاع الحيوي للطفل، ولذلك فإن مستقبل الإيقاعات الحيوية للطفل يتوقف على تلك الإيقاعات التي تتشكل خلال فترة وجوده في بطن الأم، وبعد (24) أسبوعاً يجب أن يتمكن الطفل من تمييز صوت الأم والأب وغيره من الأصوات الأخرى.
ومن خصائص الإيقاع الحيوي: تعادل فترة الإيقاع الحيوي فترة دوران الأرض حول محورها تقريبًا، وتمر بالدورة اليومية للإيقاع الحيوي جميع أجسام الكائنات الحية وتكون خصائصها الوراثية، وتختلف مستويات الإيقاع الحيوي لأجسام الكائنات الحية ذات الخلايا المتعددة (بحيث تكون على مستوى الخلية والعضو والجسم ككل) ويمكن أن تتغير فترات الإيقاع الحيوي في حالة تغير العوامل الخارجية، ويرتبط إيقاع خلايا وأعضاء وأجهزة الجسم بإيقاع مراكزها العصبية في المخ، ويعد إيقاع النوم واليقظة الإيقاع الرئيس الذي يمثل مفتاحًا لجميع إيقاعات الجسم المختلفة.
أما دورات الايقاع الحيوي فتشمل دورات الإيقاع الحيوي الأولية (Primary Rhythms ) علاقتها بالمتغيرات مدتها /يوم اسم الدورة القوة البدنية، التوافق الحركي، مقاومة المرض والألم 23 البدنية الابتكار، الاستقرار العقلي، المزاج العاطفي، دورة الحساسية العاطفية 28 الانفعالية EMOTIONAL القابلية على التعلم، التفكير التحليلي، الاستدعاء السريع للذاكرة واتخاذ القرار، العمليات العقلية العليا 33 العقلية INTELLECUAL ، دورة الإيقاع البدني مدتها (23) يوماً.
وتعرف الدورة البدنية بأنها كل ظاهرة لها علاقة بالحالة البدنية للفرد من طاقة ومهارات حركية مختلفة، هذا فضلاً عن العناصر البدنية وهي أيضاً أقصى طاقة يمكن أن يبذلها الفرد وهذا الإيقاع يشتمل على القوة البدنية وقوة الاحتمال والطاقة والمقاومة للمرض.
م.م دعاء حسين علي
جامعة بغداد
جمهورية العراق