في المقال السابق بينتُ علاقة الجهاز الهضمي بالجهاز العصبي عبر عدة روابط وأبرزها هيئة الخلايا العصبية التي تسمى بـ (الضفيرة العضلية المعوية) والتي ترتبط مباشرة بالدماغ، ومن هنا جاء الرابط المباشر والتأثير فيما بينهما عن طريق السيالات العصبية التي يرسلها الدماغ إلى الجهاز الهضمي وبعض الهرمونات والسيتوكينات التي يفرزها الدماغ.
في هذه الأسطر سأعرض بعضًا من أبرز ما يخلفه الإجهاد على وظائف الجهاز الهضمي من متغيرات كالإصابة بالأمراض أو الخلل الوظيفي والتي يعاني منها الغالبية من الناس الذين هم تحت وطأة الضغوطات النفسية الحياتية بمختلفها:
- المريء
عند الإجهاد، هنالك صنفان من الناس، قد يأكل أحدهم أكثر من الحد المعقول، وقد يأكل الآخر أقل من المعتاد تبعاً لحالته النفسية، كما نجد مجموعة تلجأ إلى كثرة التدخين، وكل ذلك قد يؤدي إلى زيادة حموضة المعدة أو الارتداد المعدي أو حرقة في المعدة مما يعطي الشعور بالألم والانزعاج حتى أثناء النوم. كما يمكن للإجهاد أن يعمل على صعوبة بلع الأطعمة أو زيادة ابتلاع كمية من الهواء مما يزيد الغازات والانتفاخ وكثرة التجشؤ. ويمكن في حالات نادرة أن يحدث تشنج في المريء سببها الإعياء النفسي الشديد والذي قد يقود إلى النوبة القلبية.
- المعدة والأمعاء
قد يؤدي الإجهاد إلى التقيؤ الذي هو نتيجة تشنجات حادة في عضلات المعدة والأمعاء، كما أن خلل حركة الأمعاء ومستوى نشاطها ومتغيرات تركيبة البكتيريا فيها قد تؤدي إلى الإمساك أو الإسهال.
كما يؤدي إلى حدوث الشعور بالألم والانتفاخ والغثيان، وقلة أو زيادة في معدل الشهية بشكل غير ضروري، وتؤدي النظم الغذائية العشوائية التي يتبعها المصاب بتدهور الحالة المزاجية والتي تفاقم المشكلة.
إن الإصابة بحموضة المعدة أو قرحة المعدة تحدث نتيجة عدوى بكتيرية، وعند التوتر وكثرة الإجهاد النفسي يكون الأمر أكثر إزعاجاً.
كما تؤثر الحالة النفسية السيئة على هضم العناصر الغذائية التي تمتصها الأمعاء وهذا يزيد من إنتاج الغاز المرتبط بامتصاص المغذيات.
وتوثر كذلك على ضعف الحاجز المعوي الذي يتصف بالإحكام، مما يسمح بدخول البكتيريا للأمعاء فيؤدي للإلتهابات.
- متلازمة القولون العصبي
أوضح 94 % من الأطباء البريطانين أن السبب الأكثر شيوعاً لأمراض القولون العصبي هو (التوتر).
وأوضح أحدهم، أن التوتر يمكنه أن يؤثر على العلاقة بين الأمعاء والدماغ مما يؤدي إلى تقلصات وحركة غير طبيعية في الجهاز الهضمي، لذلك يكون المصابين بالقولون العصبي هو الأكثر حساسية للتوتر والإجهاد.
وسأفرد في المقال القادم آثار سلبية أخرى تؤثر على الصحة عامة بسبب كثرة الضغوطات النفسية والإجهاد النفسي.
ريده الحبيب
أخصائية تغذية علاجية ورياضية
المملكة العربية السعودية