كما أسلفنا في العدد السابق فإن السبب الرئيس لمرض ارتجاع المريء هو خلل في وظيفة العضلة العاصرة (esophageal sphincter) التي تفصل المعدة عن المريء، والتي تؤدي إلى أعراض قد تكون نمطية (أهمها حرقة المعدة وارتفاع حمض المعدة إلى المريء) أو غير نمطية (مثل ألم الصدر والسعال والتهاب الحلق وبحة الصوت) وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب المريء التآكلي.
لعلاج مرض ارتجاع المريء يجب الحصول على تقييم مفصل حول التاريخ المرضي للمريض والأدوية التي يستخدمها، وكذلك الأغذية التي يتناولها عادة وذلك لتحديد العوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض. وتعتبر معالجة عوامل الخطر لدى المريض أول خطوة في سبيل علاج المرض ووضع أعراضه تحت السيطرة، ويجب توجيه المرضى كل على حدة حسب شدة مرضه ووجود عوامل الخطر لديه، ولكن بشكل عام ينصح المرضى باتباع الارشادات التالية:
1. تجنب تناول وجبات كبيرة.2. تجنب الأكل قبل النوم بثلاث ساعات.3. تجنب الأطعمة أو الأدوية التي تؤدي إلى تفاقم مرض ارتجاع المريء مثل: الأطعمة الدهنية، الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من البهارات أو النعناع وكذلك البصل والثوم والشوكولاتة، والمشروبات الغازية وتلك المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والكولا وعصائر الحمضيات.4. التوقف عن التدخين أو التقليل منه على أقل تقدير.5. تجنب تناول الكحول6. فقدان الوزن: حيث وجدت الدراسات أن انخفاض مؤشر كتلة الجسم بمقدار 3.5 وحدة قد يحسن أعراض ارتجاع المريء ويقلل من الحاجة إلى أدوية ارتجاع المريء.7. رفع رأس السرير 6-8 بوصات: وذلك لتقليل وقت ملامسة حمض المريء أثناء النوم وتقليل الأعراض ليلاً.8. النوم في وضع الاستلقاء الجانبي الأيسر. يمكن علاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ونمطية لمرض ارتجاع المريء باستخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل مضادات الحموضة والتي عادة ما تكون قلوية كيميائياً وتعمل عن طريق معادلة الحمض الذي تفرزه المعدة، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام جرعات منخفضة من بعض الأدوية الأخرى مثل الرانيتيدين (Ranitidine). وأما المرضى الذين لا يستجيبون لتغييرات نمط الحياة والأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية أو الذين يعانون من أعراض ارتجاع المريء غير النمطية أو الشديدة والمتكررة فإن الأدوية المثبطة لافراز حمض المعدة هي الأساس للعلاج. وهناك مجموعتين من هذه الأدوية، الأولى تعمل عن طريق إغلاق مستقبلات الهيستامين في المعدة (Histamine Type 2 Receptor Antagonists) ومثال عليها دواء الرانيتيدين، والمجموعة الثانية والتي تعتبر أكثر فاعلية فهي مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors) مثل الاوميبرازول (Omeprazole) والبانتوبرازول (Pantoprazole).
د. سيد محمود القلاف
برنامج الصيدلة
جامعة البحرين