تتعدد أهدافه وتتنوع طرقه ...الغش التجاري للأغذية بداية بلا نهاية

الحديث عن الغش التجاري للأغذية وخصوصًا تلك التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان والتي تدخل في العديد من الأطباق حديث ذو شجون ترافق مع التصنيع الغذائي منذ أيامه الأولى.

ويعتبر غش الأغذية من أهم التحديات التي تواجه الأجهزة الرقابية وجمعيات حماية المستهلك سواء في الدول المصدرة أو المستوردة، النامية منها والمتقدمة، فما هو الغش؟ وكيف يمكن للأجهزة الرقابية أن تضع يدها على مواطن التزوير وطرقه؟

بداية يجب علينا أن نعرف ما هو الغش بشكل عام، وكيف يتم غش الأغذية على وجه الخصوص كي يمكننا أن نلج إلى هذا المجال المتشعب الذي أصبح محور اهتمام الأجهزة الرقابية.

الغش في اللغة هو إظهار الصلاح غير الموجود، فغش السلعة أي أظهر فيها شيئًا غير موجود، أو هو خداعٌ مقرونٌ بسوء النية وقصد الإضرار بالآخرين، وهذا التعريف أو ذاك هو تمامًا ما يقوم به مصنعو الأغذية المغشوشة بغرض زيادة أرباحهم دون الاكتراث بما يمكن أن تسببه المواد الضارة التي يضيفونها من مشاكل ومضاعفات صحية للإنسان.

ولما كانت البهارات من أخطر ما يتم غشه من المواد الغذائية فسوف نقوم باتخاذها مدخلًا إلى هذه الممارسة، علمَا أن غش الأغذية عالم واسع له بداية وليست له نهاية، وهذه الممارسة لا تقف عند حد، وربما احتجنا إلى مجلدات إذا أردنا أن نلم بما يجري فيه، وذلك لأنه ممارسة تتجدد بحسب الهدف الذي يقف وراءه، ومن طرقه إضافة مواد ملونة أو مغلظة أو غيرها بغرض تحسين المظهر والقوام، بإضافة مواد أولية من أصل غذائي أو غير غذائي مما يجعلها أكثر جذبًا للمستهلك أي بغرض الربح المحض، ومنها على سبيل المثال لا الحصر صبغة الميتانيل وكرومات الرصاص وسودان 1 وغيرها، وقد كان ضبط ومكافحة الغش عن طريق إضافة المواد الضارة على رأس أولويات الجهات التشريعية والرقابية لأنه يتم بقصد وعن عمد، مما حدا بالهيئة الهندية للأغذية والمواصفات FSSAI إلى اتخاذ غش البهارات بشكل خاص، والأغذية بشكل عام محورًا لتوعية المستهلك نظرًا لقيام الكثير من المنتجين بغشها عن طريق إضافة الألوان الصناعية أو مسحوق الطباشير أو النشا أو غيرها لزيادة وزنها أو تحسين مظهرها بحثًا عن الربح، وعادة ما تقوم المختبرات في الدول المستوردة بسلسلة من التحاليل الكيميائية والبكتريولوجية للتحقق من سلامة البهارات وغيرها من الأغذية.

وقد نظمت الهيئة العديد من الحملات التثقيفية بالتعاون مع جمعيات حماية المستهلك وجمعيات المجتمع المدني، وأصدرت العديد من المطبوعات الهادفة إلى توعية المستهلك، والتي تحثه على عدم شراء البهارات المطحونة التي لا تحمل علامات تجارية معروفة بلا قامت بحظرها من التداول في الأسواق، واشترطت حصول منتجي البهارات على ترخيص من الهيئة يصرح لهم إنتاج البهارات، والهدف منه إخضاع هؤلاء المنتجين للمراقبة الدورية من أجل ضبط الأنواع المخالفة أو المنتجين غير المرخصين.

ورغم الجهود الجبارة التي تبذلها هذه الهيئة وغيرها من الجهات الرقابية في الدول المنتجة للأغذية، إلا أن تلك الجهود لم تفلح حتى مع إصدار القوانين التي تجرم غش الأغذية وتعاقب عليه في ردع القائمين به؛ فيجدر بالأجهزة الرقابية في البلدان المستوردة أن تحذو حذوها والتعاون معها، وأن تقوم بكشف أساليب الغش والتدليس المتبعة في البلدان المصدرة، وتكثيف التحاليل المختبرية التي تجريها على المواد الغذائية لكشف المواد الضارة والتحقق من أن البهارات وغيرها من الأغذية قد تم إنتاجها دون تحايل أو تدليس لضمان صحة المستهلكين.

وما أحوج البشرية إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الغش عن طريق تدشين شبكة عالمية لتداول المعلومات حول طرق الغش التي تتوصل إليها الأجهزة الرقابية من أجل قطع الطريق على كل من تسول له نفسه أن يتسبب – تحقيقًا لمطامعه الشخصية – في الإضرار بالبشر عن طريق إضافة مواد ضارة في الأغذية.

 

أمثلة قليلة من المواد التي تستخدم في غش الأغذية والآثار التي تسببها للإنسان

  

المادة الغذائية

المادة المستخدمة في غشها

الآثار الضارة

الحليب

-الماء غير الصحي

-مسحوق الطباشير

-مسحوق الصابون

-بيروكسيد الهيدروجين

-اليوريا

-التسمم الغذائي

-مشاكل في القلب

-السرطان

-التقيؤ

- الغثيان

الفلفل الأسود

-بذور البابايا

-اضطراب الكبد

-اضطراب المعدة

الزيوت

-بذور الخشخاش

-الاستسقاء الوبائي

السمن

-الزيت النباتي

-دسم الدهن الحيواني

-فقر الدم

-تضخم القلب

مسحوق الفلفل الأحمر

-مسحوق الطوب

-نشارة الخشب

-مشاكل في المعدة

-الألوان الصناعية قد تسبب السرطان

مسحوق الكركم

-صبغة الأنيلين

-بعض الألوان الصناعية غير المسموحة مثل الميتانيل الأصفر، سودان 1 وكرومات الرصاص

-مواد مسرطنة

- مشاكل في المعدة

 

 لبيب الشهابي

مختص في السلامة الغذائية