معابد تزار في غير موقعها معبد أبو سمبل يعلو فوق الماء

معالم تصدر تقع أرض النوبة مقر حكم الفراعنة جنوبي مصر وضمت الكثير من المعابد والآثار التي بقيت في مكانها لآلاف السنين. مياه السد التي تقرر إنشاؤه مطلع ستينيات القرن المنصرم هددتها بالغرق والعزلة.

معبد أبو سمبل من أبرز الأبنية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، ويضم المعبد الكبير إلى جواره معبدًا أصغر، بُني تكريما لنفرتاري مليكة الفرعون رمسيس الثاني. تحرك مرتفعًا عن موقعه الأصلي ستين مترًا، لإنقاذه من مياه النيل، مع إنشاء بحيرة ناصر فوق مساحة خمسة آلاف و 250 كيلومترا مربعًا خلف السد العالي قبل خمسين عامًا.
وقامت بعثة النوبة، تحت إشراف اليونيسكو التي لبى نداءها العديد من دول العالم لتكوين فريق من مهندسين من مختلف الجنسيات في مطلع الستينيات فككوا ذلك المعبد، ونقلوه قطعة قطعة قبل تجميعه مرة أخرى، ليستقر في النهاية في موقعه الحالي بعد حوالي عامين من العمل المستمر. المدهش في الأمر أن الفريق حافظ على بناء وهيئة المعبد حيث استمرت الشمس في التعامد عليه مجددًا مرتين في العام على وجه تمثال رمسيس الثاني، وتمثالين آخرين عبر فتحة ضيقة داخل المعبد الكبير. مهمة اليونيسكو في انقاذ المعبد أثمرت لاحقًا عن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، التي باتت تضم الآن 1073 موقعًا ثقافيًا وطبيعيًا بارزًا حول العالم، وتهدف القائمة للحفاظ على تلك المواقع والتعريف بأهميتها.

ديبود في أسبانيا
أهدت الحكومة المصرية معبد ديبود إلى دولة أسبانيا عام 1968 م. وتم إعادة بناء المعبد في أحد حدائق مدريد حديقة باركي دل أويستي بالقرب من القصر الملكى بمدريد وتم فتح المعبد للجمهور في عام 1972 م. في إعادة البناء تم إعادة ترتيب بوابات المعبد بترتيب مخالف لما كان عليه المعبد في مصر ويظهر ذلك بمقارنة صور المعبد التي تم التقاطها له في مصر حيث ان البوابة التي يعلوها الثعبان المجنح لم تكن الأقرب للمعبد.
يعتبر المعبد أحد الأعمال الهندسية المصرية القديمة التي يمكن مشاهدتها خارج مصر والوحيد من نوعه في أسبانيا. 

أربعة معابد غادرت النوبة للعالم
كرمت مصر البعثات الدولية التي ساهمت في نقل معبد أبو سمبل من موقعه وأنقذته من الغرق، فأهدت معبد ديبود إلى أسبانيا، ومعبد طافا إلى هولندا، ومعبد دندور إلى الولايات المتحدة، ومعبد إليسيا إلى إيطاليا.

طافا المصري في هولندا
تغير موقع معبد طافا الذي يقع بقرية طافا )تافيس باليونانية( على بعد حوالى 48 كم جنوب أسوان بعد آلاف السنين لينقل إلى هولندا غربًا كهدية من الحكومة المصرية جزاءًا لمساهمة الهولنديون في نقل معبد أبو سمبل. ولعب أدولف كلاسينس مدير متحف ريجكس فان أويدن وعالم آثار هولندي دورًا في ترتيب الاتفاقية حيث قدمت مصر معبد طافا إلى متحف ريجكس فان أوددين في ليدن بهولندا.
وصل المعبد الذي يتكون من 657 قطعة حجر تزن تقريبًا حوالي 250 طنًا للأراضي الهولندية عام 1971 وأعيد تركيبه في جناح خاص بمتحف الآثار بمدينة ليدن بهولندا، وتم حفظه من الجو الهولندي بصورة لا تؤثر بالسلب على أحجاره.

معبد إليسيا
أهدت مصر إيطاليا معبد إليسيا عرفانًا بجميلها في إنقاذ الآثار المصرية في النوبة، أعيد بناء المعبد في المتحف المصري في تورينو. في التسعينيات القرن الماضي ، تم ترميمه بالكامل من قبل علماء المصريات في متحف تورينو تحت إشراف عالم الآثار سيلفيو كورتو.

أجواء مصرية في متروبوليتان
وصل معبد دندور إلى الولايات المتحدة على ظهر سفينة الشحن كونكورديا ستار التي حملت أحجاره في 661 حاوية. تسابقت مؤسسات كثيرة لإعادة بناءه في مسابقة أطلق عليها «ديندور ديربي .» اقترح المتسابقون بناء المعبد في مواقع مختلفة كتشييده على ضفاف نهر بوتوماك في واشنطن العاصمة أو على نهر تشارلز في بوسطن. تم رفض هذه الاقتراحات لأنه كان يخشى أن الحجر الرملي للمعبد سيتأثر من عوامل الطقس. في 27 أبريل 1967 ، تم منح المعبد إلى متحف متروبوليتان للفنون، حيث تم تركيبه في جناح ساكلر في عام 1978 . داخل جناح ساكلر الذي صممه المهندسين المعماريين كيفين روش ، جون دينكلو ، وشركاؤه ، بيني المعبد أمام مسبح عاكس وحائط مائل خلفه، يمثلان النيل والمنحدرا التي كانت تحيط به في موقعه الأصلي. الزجاج على السقف والجدار الشمالي من الجناح صمم بطريقة تنشر الضوء بإضاءة مشابهة لأرض النوبة.