السياحة في بلدي أجمل

خلال عام زرت أكثر من خمس دول سياحية أبتداءًا من دبي والكويت في الخليج، ثم الأردن وتركيا في الشرق الأوسط وبعدها جورجيا وأذربيجان في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التي باتت الْيَوْمَ تستقطب السياح العرب رغم حداثة عهدها في هذا القطاع الحيوي.

في كل الدول ما عدا دول الخليج كان يرافقنا دليل أو مرشد سياحي يحرص على إبراز بلاده على أنها جنة الله في الأرض، وكانت المعلومات التاريخية حافلة ببطولات من عاش على هذه الأرض في القرون الماضية وتحتاج مجلدات ضخمة لحفظها، وساهمت عناية الأجيال المتعاقبة بالأبنية من كنائس ومساجد، وصحاري شاسعة وقلاع ضخمة في حفظ بعض من حضارة بشر عاشوا زمنًا ورحلوا مخلفين لنا بعضًا من آثارهم وعاداتهم وتقاليدهم التي توارثتها جيلً بعد جيل. في دول الخليج بشكل عام التاريخ يتشابه، والحضارة الإسلامية هي الأبرز، وبصمات الاستعمار البرتغالي من المعالم الواضحة التي خلفت آثارًا عديدة من بينها قلعة البحرين المسجلة في اليونسكو، وآثار جزيرة فيليكا الكويتية التي تم اكتشافها في وسط القرن الماضي.
مملكة البحرين - بلادي ذات التاريخ العريق وحضارة دلمون التي تمتد جذورها لعمق يتجاوز الخمسة آلاف- حفظت شواهد عديدة على أن هذا البلد الصغير في مساحته الجغرافية يمتلك مقومات عديدة للسياحة تحتاج لخطط ترويج قوية تخاطب أهل البلد والمقيمين فيه لتنشيط السياحة الداخلية وتشجيع البحرينيين على اكتشاف المواقع السياحية والتراثية عن قرب، فما ضمته الكتب المدرسية من دروس حول قلعة البحرين وقلعة عراد والمهن التراثية الشعبية وغيرها ماثل على الأرض والإندماج معه على أرض الواقع أجمل. لدعم وتعزيز السياحة الداخلية التي يقصدها السياح
من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة البرية والبحرية والجوية نحتاج هبه رسمية وأخرى شعبية، وإشراك القطاع الخاص على ترويج السياحة الداخلية عبر المرشدين السياحيين البحرينيين الذين تخرجهم جامعة البحرين سنويًا ومن المؤمل أن يكون لهم دور بارز في إعادة رسم صورة البحرين ماضيًا وحاضرًا ومستقبلً لدى البحرينيين. وإبراز المعالم السياحة الجميلة والمتنوعة والتي  تلبي جميع الأذواق والمستويات المادية.