هل تعرف شخصًا مصابًا بعسر القراءة؟ أو هل يعاني أحد طلابك من عسر القراءة؟.. إن كان كذلك فقد تساعدك الأمور التالية في فهم المصاب بالديسيلكسيا ومساعدته على فهم نفسه.
أولًا: المصابون بالديسيلكسيا ليست لديهم ذاكرة جيّدة
هذا لا يعني أنهم لا يهتمون ولكن لأن أدمغتهم تميل إلى وضع كل شيء في الاعتبار في نفس الوقت. تخيلوا رأسًا مليئًا بالفقاعات، وتحتوي كل فقاعة على الكثير من الأفكار المثيرة والإبداعية، مما يعني أنه من الصعب عليهم تحديد الأولويات، ويتم نسيان بعض الأشياء.
يمكن مساعدتهم في هذا الجانب بالتدوين على أوراق ملاحظات، مذكرات، أو دفتر يوميات.
تساعد الكتابة أو الرسم على تذكير الفرد بأنّ هناك شيئًا ما يجب عليه القيام به - حتى لو لم يتمكن من تذكر ماهيته تمامًا - لكنه يعرف بعد ذلك أين يبحث لاكتشافه.
ثانيًا: قد يجدون صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة
قد يواجه المصابون بالديسيلكسيا أحيانًا صعوبة في تحديد كلمة معينة لأنهم يرون القصة تدور كفيلم في رؤوسهم. لذلك، قد يصفون لونًا أو شكلًا أو معلمًا لشيء ما يحاولون تذكره بدلاً من القدرة على تحديد الكلمة الفعلية، مثال على ذلك: تذكر أسماء الطرق. قد لا يتذكرون الاسم، لكنهم سيكونون قادرين على وصف كل شيء آخر بتفاصيل دقيقة.
ثالثًا: قد تكون لديهم حساسية للضوء والصوت ودرجة الحرارة والملمس
لا تتفاجأ إذا كان المصاب بعسر القراءة يجد صعوبة في التركيز على ما تقوله عندما يكون التلفاز قيد التشغيل، أو إذا كان هناك الكثير من المحادثات المتداخلة.
كل ما يسمعونه يرتبط دون وعي بما يعرفونه بالفعل عن الموضوع. هذه هي طريقتهم في فهم العالم، لكن الأمر يتطلب قدرًا معقولاً من المعالجة للوصول إلى هناك بسبب كمية البيانات التي يقومون بمعالجتها. يتطلب ذلك منهم التركيز بشدة، وأثناء ذلك، يتم تفويت أشياء أخرى. لا يعني ذلك أنهم لا يستمعون إليك، بل أنهم يحاولون جاهدين ألا يستمعوا إلى كل شيء أو أيّ شيء على الإطلاق.
رابعًا: يجدون التغيير صعبًا
الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة، بشكل عام، يتمتعون بمعدل ذكاء متوسط أو أعلى من المتوسط. يمكنّهم هذا العقل اللامع من تطوير الكثير من إستراتيجيات التفكير العليا للمواقف التي يجدون صعوبة في فهمها. ولكن، عندما يحدث التغيير، لا تستمر هذه الإستراتيجيات في العمل، وعليهم التفكير في إستراتيجيات جديدة؛ وهذا يستغرق وقتًا ويحتاج لطاقة.
لذلك، فإنهم سيقاومون التغيير. وينبغي تركهم يسألون عن أي شيء يريدونه عدة مرات حسب حاجتهم.
خامسًا: يمكن أن يكونوا غير منظمين، أو مفرطي التنظيم قليلاً، أو كليهما
إن إحدى أفضل الإستراتيجيات للحفاظ على الهدوء والتركيز لدى الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة هي التأكد من إعادة الأشياء الخاصة بهم في نفس المكان. يتطلب الأمر انضباطًا ذاتيًا ولكنه يوفر الكثير من الارتباك عند فقد شيء ما. ويجب الحذر من إزالة أو تحريك أشيائهم دون إذنهم.
سادسًا:حساسيتهم نحو البيئة
يجب توخي الحذر الشديد بشأن البيئة التي يعيش أو يعمل فيها الأشخاص المصابون بعُسر القراءة. فيجب أن تكون البيئة بعيدة عن الضوضاء، والحذر من كون الجو حارًا جدًا أو شديد البرودة.
قد يكون المصابون بعسر القراءة فريدين من نوعهم أحيانًا، وقد يمتلكون نقاط قوة مدهشة لا يدركونها في كثير من الأحيان تجعل منهم إنسانًا عظيمًا:
- خلاق
- حدسي
- إبداعي
- مثابر
- ملتزم
- واسع الخيال
- متعاطف
- اتصالي
- المفكر النقدي
- مهارات التفكير القوية
- متميز في الفهم الشفوي
ربما يمر هؤلاء الأشخاص بطريق وعر، لا سيما في التعليم، وقد تهتز ثقتهم بأنفسهم بسبب تعرضهم لمشكلات لم يتمكنوا من حلها، فيجب التركيز على نقاط قوتهم، وتركهم ليعرفوا ما يفعلونه بشكل صحيح.
وكما نحرص على وضع نبات في المكان المناسب في الحديقة حتى يُزهر، كذلك الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة. كل ما علينا فعله هو تقبلهم كما هم، فالقليل من الفهم يمكن أن يجعلنا نقطع شوطًا طويلاً.
ريحانة حبيل
قيادية تربوية
