برنامج طبيب العائلة يهيئ أطباء بحرينيين محترفين ... د. يوسف التحو

تعد مملكة البحرين نموذجاً رائداً في مجال التغطية الصحية الشاملة، وتحظى دائمًا على إشادات إقليمية وعالمية بهذا الشأن، كما تعد المنامة أول عاصمة في إقليم الشرق الأوسط التي تحصل على لقب مدينة صحية، فهناك اهتمام واضح بخدمات الرعاية الصحية الأولية ومواكبة آخر المستجدات في المجال الصحي وتوفير أحدث الإمكانيات والأجهزة والمعدات الطبية، بالإضافة إلى التركيز على بناء وتعزيز قدرات الكوادر الطبية لخدمة المواطنين والمقيمين.

الرعاية الصحية الأولية من العناصر الأساسية في القطاع الصحي حيث أنها غالباً الواجهة الأولى للمرضى وأيضاً هي بمثابة جسر وحلقة وصل بين المرضى وباقي الاختصاصات. بالإضافة إلى أن بعض المراكز الصحية سيكون نظام عملها على مدار الـ 24 ساعة وذلك لتوفير أفضل الخدمات الصحية بشكل دائم للجميع في كل أنحاء المملكة.

 

ويأتي برنامج طبيب العائلة ضمن أقوى البرامج التي أسستها وزارة الصحة عام 1979 بالتعاون مع جامعة بيروت الأمريكية ومن ثم الكلية الملكية للجراحين الإيرلندية والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، والذي تم تصميمه لتلبية احتياجات البحرين من أطباء العائلة المؤهلين وتدريبهم لتقديم رعاية صحية أولية متطورة للوطن والمجتمع البحريني، كما أنه أول برنامج تم اعتماده من قبل المجلس العربي للاختصاصات الصحية.

 

يخضع الأطباء الملتحقون في البرنامج لتدريب مكثف مدته أربع سنوات يتم من خلاله تأهليهم لأن يصبحوا اخصائيين معتمدين ثم استشاريين عن طريق اكتساب مهارات التحليل ونشر الأبحاث وربط المعلومات النظرية بالعملية وتطوير مهارات التواصل والإدارة. كما أن البرنامج يؤهل الأطباء المتدربين للتعامل السريع مع الحالات الطارئة، وتشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات وذلك من خلال التعاون المشترك مع متحدثين وجهات إقليمية ودولية للاستفادة من الخبرات العلمية والعملية وتطويرها، بالإضافة إلى عملهم في مختلف الاختصاصات في مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية حيث يتم تقييم أداء الأطباء من قبل الاستشاريين المشرفين بشكل مستمر مما يساعد على رفع كفاءة الأطباء المتدربين بالبرنامج.

 

الجدير بالذكر، أنه ومنذ تأسيس البرنامج إلى الآن تم تخريج أكثر من ٤٥٠ متدرباً يعملون حاليا في مختلف الأنشطة العلاجية والوقائية التابعة للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة.

 

أشعر بالفخر لانضمامي لهذا البرنامج المرموق الذي يهيئ البيئة المناسبة لنا سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، فجميع القائمين على البرنامج والزملاء يمثلون عائلة واحدة. من الأمور التي تميز برنامج طبيب العائلة هو تركيزه على ترسيخ الجانب الأخلاقي في المهنة ومهارات التواصل الاجتماعي الفعّالة سواء أكانت بين الزملاء أو بين الطبيب والمريض. كما أوجه تحية إلى المؤسسين والقائمين على برنامج طبيب العائلة الذين مازالوا يبذلون كل جهودهم من أجل دعمنا لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا وبناء جيل من الأطباء البحرينيين ذوي الخبرات الواسعة والكفاءات العالية القادرين على تحسين جودة الخدمات الطبية والمنافسة في المحافل المحلية والدولية ولهم دور فعّال في التوعية المجتمعية الصحية.

 

 

د. يوسف التحو

طبيب في "برنامج طبيب العائلة