بدأتُ في تأسيس فريقي الطبي لرعاية القدم..... د. يسري: القدم السكري تحتاج للصبر في علاجها

قال د. يسري عبد العزيز اخصائي الجراحة العامة وجراحة القدم السكري أن علاج القدم السكري يتطلب صبرًا لأنها رحلة طويلة لا تنتهي بالتئام الجرح. وكشف عن عزمه على تشكيل فريقه الطبي لرعاية القدم السكري يضم جراح شرايين واخصائيين لتأهيل المرضى نفسيًا وجسديًا.

 وأوضح في لقاء مع "الطبي" أن المبدأ الذي يعمل عليه الطبيب المتخصص في جراحة القدم السكري هو بذل أقصى ما يمكن من جهد حتى لا تصل الحالة التي بين يديه للبتر. وقال: "تحقيق هذا المبدأ يتطلب صبرًا من الطبيب والمريض للوصول لأفضل النتائج". وأضاف: "يجب أن يدرك المصاب بالقدم السكري أن التئام الجرح لا يعني شفاؤه التام، فالجرح يحدث أثرًا يجب رعايته بالمتابعة الدورية مع الطبيب المختص الذي يحدد برنامج الرعاية ومدته وفقًا لحالة المريض".

ولفت د. يسري عبد العزيز إلى أن العناية بالقدم ورصد أي تغيرات فيه من قبيل سماكة الجلد "الكالو" – وهي من العلامات المبكرة التي ترتفع معها خطورة تقرح القدم – فضلًا عن التقرحات البسيطة والمسارعة في استشارة الطبي المختص كفيل بوقاية القدم من الجروح وشفاء القدم المجروحة في مدة قصيرة.

وفسّر د. يسري عبد العزيز سبب تفاوت مدة العلاج من مريض لآخر، قائلًا: "يجب أن نعرف عوامل الخطورة أولًا وهي متعددة والسبب الرئيسي بينها هو التهاب الأعصاب الطرفية، وقلة تروية القدم من الدماء، واختلال مستوى السكر في الدم وكل واحدة منها تتطلب علاجًا حتى نحصل على نتيجة علاج ممتازة ونسب شفاء عالية". وأكمل: "تختلف الاستجابة للعلاج من مريض لآخر بالرجوع لعدة عوامل منها القدرة على مقاومة المرض ومستوى الغزو البكتيري، وكمية التروية المغذية للقدم، والفترة التي بدأ التدخل العلاجي فيها، ومدى سلامة وظائف الكلى. إضافة إلى ذلك من المحتمل أن يكون لدى المريض عيوب بالقدم، وتعرض لبتر، أو لديه جرح سابق. كل هذا يتحكم في خطط العلاج ومدته".

وقال أن الوعي المتنامي ساهم بشكل كبير في التقليل من حالات البتر على المستوى العالمي وساهم في بناء خطوط دفاعية في مواجهة اصابات القدم السكري أولها المريض الذي يتبع تعاليم رعاية القدم الصحيحة وضبط مستوى السكر في الدم، يليه الطبيب الذي يحافظ على مستوى السكر في حدوده الطبيعية، وجراح القدم السكري الذي يعالج التغيرات غيرالطبيعية في القدم أو التقرحات حال الاصابة بها.

وبيّن اختصاصي جراحة القدم السكري إلى أن هناك اتجاه حديث عالمي متنامي لرعاية القدم السكري من خلال فريق طبي متكامل من جراح قدم سكري، وجراح شرايين، وفريق من الاخصائيين والفنيين لتأهيل المريض بعد العلاج نفسيًا وجسديًا وتزويد المريض بما يحتاج من مستلزمات كأطراف صناعية أو أحذية.

كاشفًا عن بدئه تشكيل فريق الرعاية المتخصص في عيادته بمركز الخليج الطبي ويأمل أن يكتمل كل أعضاء الفريق خلال عام.

وختم اللقاء بالتشديد على أن بتر القدم يجب أن يكون آخر الحلول الذي لا يكون أمام الطبيب أي خيار آخر لتأثيره الشديد على حياة المريض وأسرته. وأوضح: "أيدت الدراسات العلمية المنشورة مخاطر البتر النفسية والمادية على المريض وأنها أعلى تكلفة من علاج الجرح لمدة سنتين، وتناهز نسبة الذين يتوفون منهم خلال خمسة أعوام 68 % وهي مستويات وفيات أعلى من الوفيات التي تسببها أورام سرطانية كالبروستاتا والثدي، ناهيك عن التبعات النفسية والاجتماعية والاقتصادية".