د. الطواش: غثيان الحمل لا يؤثر على الجنين لكنه قد يضر الأم

عَرَض يصيب 80 % من النساء في فترة الحمل يأتي كعلامة لبشرى سعيدة، قليلًا ما يتحدث عنه الأطباء لأنه عابر، فالغثيان الذي تشعر به الحامل يحدث غالبًا في الأسبوع السادس وينتهي في الأسبوع الخامس عشر يمر بسرعة وسلام على الأم، ولكن أخصائية أمراض النساء والولادة في مركز ابن حيان الطبي د. فايزة الطواش  نصحت في لقاء مع الطبي بمتابعته جيدًا للسيطرة عليه قبل أن يصل لمرحلة يسبب فيها ضررًا على الحامل.

نأخذ بيد الحامل

واستهلت اللقاء بتعريف الغثيان قائلة: "هو شعور بالدوار يطرأ على الحامل في الفترة الأولى من الحمل وغالبًا ما يبدأ في الأسبوع السادس، وقد يصحبه قيء، ويطلق عليه "غثيان الصباح" لكنه قد يحدث في أي وقت فيمكن أن يحدث في الليل. له الكثير من الأسباب أبرزها التغيرات الهرمونية". وشرحت مقدمات حدوثه مجملة: "يتكيف جسم المرأة مع الحمل ويبدأ تهيئة بيئة مناسبة للجنين فترتفع إفرازات هرمون Beta-hCG، تغير التوازن الهرموني للمرأة يتبعه تغيرات تتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر بالدوار والاستفراغ وبطء الهضم، إضافة لكثرة إفراز اللعاب".

وأشارت إلى أسباب أخرى ترتبط بالحمل قائلة: "أن نوع الحمل قد يتسبب بهذه الحالة، ترتفع نسبة الإصابة بالغثيان إذا كان جنس الجنين أنثى وذلك يعود في الأصل لسبب هرموني لارتفاع هرمون الاستروجين، كما أن الحمل لأول مرة والحمل بالتوأم، والحمل العنقودي تعد من أسباب غثيان الصباح".

وللغيثان مهيجات خارجية وعلى رأسها الروائح، وحول ذلك أوضحت د. الطواش: "في الغالب الروائح تهيج الحامل المصابة بالغثيان، وهنا أتكلم عن الروائح بشكل عام فقد تتحسس من رائحة العطور، والبهارات، والصابون أو المطهرات، وقد تشعر بالغثيان من رائحة الزوج". ووجهت رسالة للأزواج قائلة: "يجب أن يدركوا أن هذا الشعور خارج عن إرادة المرأة ولا يعني أن لكم رائحة كريهة أبدًا، فالحامل تمر بمرحلة قصيرة من الحمل قد تدفعها رائحة الزوج للغثيان والتقيؤ".

وحول علاج هذه الحالة أجابت: "يجب أن ندرك أن هذا عَرَض وليس مرض لعلاجه، وهنا أوجه نصائح للزوجين للتعامل مع الشعور بالغثيان عبر إبعاد الحامل عن أي رائحة تهيجها في هذه الفترة، من منظفات وعطور وحتى أطباق طعام تفوح منها روائح البهارات، وإذا كان الغثيان مزعجًا وشديدًا عند التهيج من رائحة الزوج قد يكون من المفيد لصحة الحامل أن تبتعد عن زوجها وتسكن في هذه الأسابيع المحدودة عند والدتها أو أختها".

وأضافت أن بعض أنواع المأكولات تعتبر مثيرًة للغثيان والاستفراغ كالطماطم المكون الذي يدخل في الكثير من الوجبات، والحلويات، "لذا ننصح بالابتعاد عنها واتباع سلوك غذائي مختلف قد يبدو غريبًا، ولكنه مفيد".

 

أكل على الريق

وواصلت: "يجب على المرأة في هذه الحالة تناول الأكل المالح كالبسكويت مثلًا عند الاستيقاظ من النوم وهي على سريرها وحتى قبل غسل فمها فهو عامل قوي في مكافحة الغثيان، كما أن العلكة تسهم كثيرًا في ترطيب الفم ولذا ننصح النساء في الحمل بمضغ "اللبان البصري" ". معللة ذلك بأن القيء المتكرر يتسبب بالجفاف للمرأة وله تبعات تضر إذا استمرت لفترة طويلة، وتنصح د.الطواش بشرب الماء والتغذية بالسوائل لتعويض ما تفقده، وترطيب الفم الذي قل لعابه.

وعن مضاعفات الغثيان قالت: "الحوامل اللاتي تصاب بمضاعفات الغثيان قلة فغالبًا لا تتجاوز أعراضه الدوار والقيء في أقصى الحالات، ولكن إذا تجاوز حده وأصبح مصحوبًا بالقيء في فترات متعددة من اليوم، أو إذا صاحبه دوار شديد أو خفقان في القلب يجب استشارة الطبيب للتدخل في وقت مبكر والحد من أي أثر سلبي على صحة الأم". وأضافت: "من أشد العلامات خطورة إذا أصبح لون القيء بني - وهذا علامة أن المعدة فارغة – هنا تحتاج الحامل لتدخل طبي، وقد تؤدي الدرجات المتقدمة من الغثيان للولادة المبكرة، وفي حالات نادرة جدًا لفقدان الجنين".

وحول التدابير الطبية، قالت: "ببساطة نزود المرأة بمكملات غذائية، ونصائح كي تحافظ على تزويد جسمها بالسوائل والأغذية المناسبة، هذا في الحالات البسيطة، أما في الحالات المتقدمة فقد نضطر لوضع الحامل تحت الملاحظة في المستشفى وتغذيتها بالمغذيات الوريدية للتأكد من سلامتها".

وفي ردها على سؤال الطبي عن أثر ذلك على الجنين، أجابت: "الجنين محمي في المشيمة ويتغذى بشكل طبيعي من جسم الأم. هذه الحالة لا تسبب ضرارًا للجنين لكنها قد تضر بصحة الأم".

وأكدت د. الطواش في نهاية اللقاء الحوامل على تغذية الحوامل أجسامهن بشكل صحيح للحفاظ على صحتهن في هذه الفترة، كما أكدت على ضرورة مراقبة الغثيان هذا العرض الذي يمر بيسر وسلام على أغلب الحوامل بدقة والمسارعة في استشارة الطبيب عند الحاجة.