في حديث خاص ل الطبي ... د.عطاطرة: وباء الإعلام خطير

قالت ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس مكتب البحرين د. تسنيم عطاطرة إن وباء المعلومات خطير كخطورة الوباء المرضي نفسه، ويضع المنظمات والسلطات تحت ضغط مستمر وأحيانًا يعيق عملهم في الأوقات الحرجة.

ووجهت دعوة للإعلام للقيام بدوره والنهوض بمسؤوليته كشريك في تعزيز الوعي ونشر المعارف ومحاربة الشائعات والإسهام في تغيير السلوك نحو أنماط حياة صحية تكفل الوقاية من الجائحة.

وتناول الجزء الثاني من اللقاء الذي خصت به د. عطاطرة الطبي دعم البحوث والابتكار في المجال الصحي، ومصادر تمويل ميزانية منظمة الصحة العالمية وموارد تمويل برامجها المختلفة على الصعيدين الإقليمي والقطري.

 

السطور التالية حملت الكثير من التفاصيل حول عمل المنظمة:

 

ما هي خطط المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لدعم البحوث والابتكار في المجال الصحي وتحفيزهما؟

أدت أنشطة الابتكار التي يقودها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية دورًا محوريًا في دعم التحركات الرئيسية في إقليم شرق المتوسط وخارجه. فقد قدمت المبادرات البحثية الرئيسية الدعم لإعداد استراتيجية المنظمة العالمية تحت مُسمى "الابتكار في مجال الرعاية الصحية". وهي رؤية ترتكز في جوهرها على أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة حيث تؤدي، بجانب كونها القوة الدافعة لنهج المنظمة للابتكار في مجال الرعاية الصحية، إلى بناء حركة عالمية شاملة وتسريع وتيرة تحقيق مبدأ «الصحة للجميع».

وعلى الصعيد القطري، دعمت الحركات على أرض الواقع خطط العمل العالمية في مجال الصحة والرفاهة، فضلًا عن عوامل تسريع وتيرة البحث، والتطوير، والوصول للمعلومات، مما أسفر مجتمعًا عن تحويل القدرة لاستخدام البيانات والتكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة. فعلى سبيل المثال، أسهمت التطورات المُتحققة في تخصيص الدعم للمجالات ذات الأولوية في قيام منظمة الصحة العالمية بتوفير الأكسجين الطبي للمستشفيات. وفي حين أن المشاركة النشطة في التنسيق والتشاور مع فرق العمل العالمية بالمقر الرئيسي للمنظمة قد دعمت إعداد أُطر للمعلومات الحيوية.

وعلى الصعيد الإقليمي، على سبيل المثال، تنطوي البوابة الإلكترونية لإدارة المعارف الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط على منهجية استراتيجية ومشتركة للإدارة من أجل تحديد المعلومات الحيوية، وإجراء البحوث بشأنها، ورصدها، وتقييمها ونشرها. وقد شهدت عملية جمع البيانات بدقة، وفحصها والتحقق منها، ومراجعتها، وإدارة نظام نشر هذه البيانات بعناية على أعضاء المنظمة الرئيسيين في جميع أنحاء الإقليم الموافقة على أكثر من 6,000 مصدر من مصادر المعلومات المُعتمدة الخاصة بمرض كوفيد - 19. وبالإضافة إلى ذلك، تنشر المجلة الصحية لشرق المتوسط بانتظام دراسات كوفيد - 19 التي خضعت لاستعراض الأقران والتي أُجريت في الإقليم.

ولا تزال التطورات في مجال بحوث كوفيد - 19 أولوية، وهو الأمر الذي يُدعم التوصل إلى فهم أفضل للمرض، ويخفض معدلات المراضة والوفيات. وقد أجرى المكتب الإقليمي لشرق المتوسط الدراسات في مختلف المجالات أو قدم دعمًا ماليًا / تقنيًا لإجرائها، بما في ذلك دراسات الوَبَائِيَّاتُ السيرولوجية، ودِراسَات الحالاَت والشَّواهِد لتقييم عوامل خطر كوفيد - 19 بالنسبة للعاملين الصحيين، ودراسات التدبير العلاجي السريري والتدخلات الاجتماعية، بما في ذلك تقييمات مأمونية وتفاعلات الأدوية الخاصة بالبروتوكولات والممارسات الوطنية، ودراسات فعالية اللقاحات، وما إلى ذلك.

وفيما يتعلق بأنشطة الابتكار، أنشأت البرامج المشتركة أنشطة إقليمية لرسم الخرائط، مما أدى إلى ابتكارات صحية كبيرة كاستجابة لجائحة كوفيد - 19. وتُوزَّع فرق العمل العالمية المُخصصة لهذا الغرض توزيعًا استراتيجيًا للإشراف على مجالات التكنولوجيا المتخصصة، مثل تتبُّع المخالطين إلكترونيًا، وأنظمة الإبلاغ عن التعرُّض للمرض، وشهادات التطعيم الذكية، وأنظمة توفير الخدمات الصحية عن بُعد في ظل التوجيه والإشراف المنهجيين على إجراءات البحث الذي يضيف إلى تيسير التدخلات الاجتماعية والتدابير الوقائية.

وفي إقليم شرق المتوسط، أوصت دعوات خاصة لإجراء بحوث كوفيد - 19 بتمويل 17 مشروعًا في سبعة بلدان مختلفة. وإلى جانب كوفيد - 19، دعمت الدعوات التي أُطلقت لإجراء البحوث الصحية المتعلقة بالهجرة، بالتعاون مع البرنامج العالمي للصحة والهجرة التابع لمنظمة الصحة العالمية، إعداد البيّنات حول الاحتياجات والشواغل والأوضاع الصحية للمهاجرين. ويُوصى بتمويل 14 مقترحًا بحثيًا من عشرة بلدان من أعضاء المنظمة المنتمين إلى إقليم شرق المتوسط. وبالتعاون مع إدارة التأهب في مجال الأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية، دعم مكتب إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الدعوة إلى تقديم طلبات بشأن "اللوائح الصحية الدولية (2005) والتأهب في مجال الأمن الصحي"، بغرض تحديد البينات الدالة على توافر القدرات اللازمة لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية، والأمن الصحي، والتأهب لحالات الطوارئ الصحية، وتوثيقها، وجمعها، ونشرها، وفي الوقت نفسه دعم التعاون من أجل التطور والنهوض بجدول أعمال البحث والتطوير في مجال التأهب.

 

اهتمت المنظمة كثيرًا بوباء المعلومات، فهل لديكم خطة لإطلاق برامج في الإعلام الصحي؟ 

وباء المعلومات هو سيل من المعلومات حول مشكلة ما، مثل جائحة كوفيد - 19، والذي يجعل من الصعب تحديد الحل لهذه المشكلة.

يمكن أن تنشر المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة والشائعات أثناء حالة الطوارئ الصحية، مما قد يعيق الاستجابة الفعالة ويخلق الارتباك وانعدام الثقة بين الناس.

يمكن أن يؤدي وباء المعلومات إلى تكثيف أو إطالة تفشي المرض عندما يكون الناس غير متأكدين مما يتعين عليهم القيام به لحماية صحتهم وصحة الأشخاص من حولهم.

إن وباء المعلومات خطير مثل الوباء المرضي نفسه. إنه يضع المنظمات والسلطات تحت ضغط مستمر وأحيانًا يعيق عملهم في الأوقات الحرجة.

لمواجهة وباء المعلومات لابد من:

-       زيادة الوعي لدى الجمهور كدرع ضد الشائعات ووباء المعلومات. وهي مسؤولية الجميع

-       الرد على المعتقدات بأكثر من الحقائق: تصحيح المعلومة لن يفعل شيئًا في كثير من الأحيان لإنهاء شائعة. لابد من فهم ومعالجة المعتقدات الكامنة وراء الشائعة ("لماذا" يعتقد شخص ما هذه المعلومات)

-       اذهب إلى حيث يتواجد الناس وتحدث باللغة المحلية: الحقيقة هي أن العديد من الناس اليوم سيبحثون على محرك البحث جوجل عن الأعراض التي يعانونها عدة مرات قبل أن يزوروا طبيبًا حقيقيًا للحصول على المشورة. افهم أين تبحث المجتمعات عن المعلومات وادعم تلك الأنظمة.

استمع إلى كل شيء: يمكن أن تخبرك جميع التعليقات بشيء عن المجتمع - لا تبحث فقط عن المشاركات ذات أعلى مشاركة

-       الثقة رحلة: الثقة في اللقاحات في العلم ، في السلطات، في مقدمي الخدمات، في الأنظمة الصحية كلها مبنية على الثقة - لا يمكن فرض علاقات الثقة من الأعلى وقد يتفاعل الناس بشكل متزايد مع العلماء البعيدين وخبراء الصحة لإخبارهم بما يجب عليهم فعله

-       احترم معارضيك: سيكون هناك دائمًا أشخاص يعارضون وجهات نظرنا. علينا احترام هم وتقديم وجهة النظر المضادة بجدية واحترام.

-       كن استباقيًا وليس مجرد رد فعل

-       تعزيز الشفافية: تعزيز الإجراءات من قبل الدول والجهات الفاعلة الإنسانية التي تظهر شفافية ومساءلة حقيقيتين لتقليل الإنكار وتصحيح التصور الخاطئ بأن الجائحة هي خدعة ومن أجل تعزيز أو بناء الثقة في الاستجابة.

إننا نتعاون مع الجهات المعنية ومع المنظمات الشريكة والبلدان لتطوير برامج تعنى بالقضاء على الوباء المعلوماتي. وقد شاركتنا 13 دولة في توقيع تعهد في إطار الأمم المتحدة للتصدي لهذا الوباء. وفي الوقت نفسه فإننا:

-       ندعو الإعلام للقيام بدوره والنهوض بمسؤوليته كشريك في تعزيز الوعي ونشر المعارف ومحاربة الشائعات والإسهام في تغيير السلوك نحو أنماط حياة صحية تكفل الوقاية من الجائحة. كما نؤكد على دوره الهام في وقف الوصم والتمييز ضد المرضى والمخالطين والعاملين الصحيين.

-       لابديل عن تثقيف المجتمعات المحلية وتمكينها لكي يتسنى لها حماية أفرادها وحماية المجتمع العام ككل.

-       ننوه بالأهمية الفائقة لإشراك الأكاديميين في العمل المتعدد القطاعات للاستفادة بمعارف الأوساط الأكاديمية وقدراتهم البحثية ومناهجهم العلمية لمواجهة الجائحة.

 

ما هي مصادر تمويل مشروعات المكتب الإقليمي لشرق المتوسط؟

تتنوع مصادر ميزانية منظمة الصحة العالمية وموارد تمويل برامجها المختلفة على الصعيدين الإقليمي والقطري.

وتشمل الميزانية الأموال العادية والأموال من خارج الميزانية و المساهمات المقدرة والطوعية والمنح والاتفاقيات، موزعة على النحو التالي:

  • مساهمات الدول الأعضاء – الطوعية وتمثل نسبة 27٪
  • الاشتراكات المقررة للدول الأعضاء: 9٪
  • المؤسسات الخيرية: 9.79٪
  • منظمات الأمم المتحدة: 16.7 ٪
  • الشراكات: 25٪

كما تشمل الميزانية مصادر تمويل أخرى  مثل المنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية المساهمات الطوعية الأساسية وبنوك وصناديق التنمية ومؤسسات القطاع الخاص وصندوق تضامن كوفيد-19

وصندوق الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية للطوارئ ، والصندوق المشترك للدول الأعضاء في خطة الاستعداد والاستجابة لاستراتيجية كوفيد - 19، والحكومات المحلية، والمؤسسات الأكاديمية، والأفراد .

ونظراً لتعدد حالات الطوارئ في الإقليم وما ينجم عنها من تداعيات وخيمة على القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، تحث المنظمة الهيئات والدول المانحة التوسع في توفير الدعم المادي لضمان استمرار الخدمات الأساسية خاصة في دول الصراع التي تواجه طوارئ طويلة الأمد تسببت في نزوح السكان و