أسباب الموت المفاجئ عند الرياضيين ... أ.د تيسير جرادة

عاد المجال للحديث مجدداً عن الإصابات الخطيرة القاتلة والتي يتعرض لها اللاعبون في ملاعب كرة القدم وكان ذلك بعد تعرض نجم المنتخب الدانماركي كريستيان إيركس في الملعب وسقوطه بشكل مفاجئ فوق أرضية الميدان في يونيو 2021 واستمر الإسعاف لبضع دقائق قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ويتعرض ما بين 1 - 3 رياضيين لكل 100 ألف من الذين يبدون كأنهم بحالة صحية جيدة إلى الإصابة بشكل مفاجئ بعدم انتظام ضربات القلب ويموتون فجأة أثناء ممارستهم للرياضة.

ويصاب الرياضيون الذكور بنسبة 10 إلى 1 بالمقارنة مع الإناث، وتعتبر كرة السلة وكرة القدم وكذلك لعبة السكواش من أكثر الألعاب التي تعرض الرياضيين للموت المفاجئ.

وأسباب الموت المفاجئ أثناء ممارسة الرياضة مختلفة بين الشباب بالمقارنة مع من هم أكبر سناً، ولكن يعتبر الربو وضربة الشمس وتناول العقاقير الترويجية وكذلك العقاقير المنشطة للقلب قبل المباراة من أشهر الأسباب والتي تؤدي إلى اضطراب نظم القلب المفاجئة.

ومن أكثر الأسباب شيوعاً زيادة كتلة عضلة القلب أو تضخم القلب الخلقي والذي يكون غير مكتشف طبياً ويؤدي إلى اعتلال العضلة (اعتلال العضلة الضخامي) وكذلك في حالة متلازمة بروغاده.

ويعتبر اعتلال عضلة القلب التوسعي أقل شيوعاً عند الرياضيين ويكون موجود في الجسم ولكن ليس له أعراض ظاهرة. وقد يموت الشخص فجأة أثناء أو بعد ممارسة الرياضة العنيفة.

 وهناك تشوهات خلقية في الشرايين التاجية حيث يأخذ أحد الشرايين مسار غير طبيعي في العضلة أو يتم الضغط على الشريان عندما يقطع الانضغاط تدافع الدم إلى القلب أثناء الرياضة.

وأحياناً يتعرض المرضى النحيلون إلى عدم انتظام شديد في ضربات القلب إذا تعرضوا لضربة مباشرة في منطقة القلب. وتعتبر لعبة الهوكي والبيسبول من أشهر الرياضات لضربة القلب المباشرة.

وقد يتعرض الرياضيون لعلامات تحذيرية مثل الإغماء أو ضيق في النفس قبل المباراة. وينصح قبل البدء ببرنامج التمارين الرياضية وممارسة الرياضة أن يقوم الطبيب بفحص القلب بالسماعة وكذلك عمل سونار القلب الملون ورسم القلب مع المجهود والذي من خلاله يتم تحديد اعتلال عضلة القلب من عدمه.

وينصح كذلك بملاحظة: دقات القلب طوال عمل اليوم وعمل المجهود الرياضي مع رسم القلب إذا كان لديهم أعراض الإغماء أو ما شابه أو كان أحد أقاربه لديه أعراض مشابهة.

ويتم تقييم الرياضيين في المدرسة الثانوية كل أربع سنين وإذا كانوا بعمر الجامعيين أو أكثر يستحسن أن يكون الفحص كل سنتين بالنسبة إلى الأشخاص فوق سن 35 سنة.

 ويرى الأطباء ضرورة عمل فحص تخطيط القلب مع المجهود وكذلك اختبار ملاحظة دقات القلب قبل الموافقة على ممارسة التمارين المكثفة وقد ينصح المريض بالتوقف عن المشاركة في المباريات التنافسية في حالة اكتشاف اضطراب ضربات القلب.

ويقال دائمًا أن الوقاية خيرًا من قنطار علاج.

 

 

 

أ.د تيسير جرادة

استشاري أمراض القلب

المركز الطبي الجامعي