د. مطر: ضبط مستوى السكر لنجاح علاج أسنان مرضى السكري

 14 نوفمبر اليوم العالمي للسكري، تحتفل به جميع دول العالم للتعريف بالسكري وبأخطاره ونشر التوعية اللازمة عنه للمرضى والأصحاء على حد سواء.  مرض السكري يعتبر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً والذي لقب بـ "المرض الصامت" لكثرة اكتشافه صدفةً أثناء الفحوصات الدورية أو الإصابة به دون علم حتى تظهر أعراضه على جميع أجهزة الجسم. وبهذه المناسبة،

يسعدنا أن نتحاور مع د. علي مطر في لقاء حصري عن تأثير مرض السكري ومخاطره على صحة الفم والأسنان واللثة وكيفية تجنب هذه المخاطر.

 

  1. ما هو ارتباط مرض السكري مع صحة الفم والأسنان واللثة؟

أظهرت الدراسات ازدياد معدل الإصابة بأمراض اللثة لدى مرضى السكري. والسبب في ذلك تأثير مرض السكري على مناعة الفرد، كما أن زيادة نسبة السكر في الدم تجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية بشكل عام، وبالأخص التهاب اللثة المزمن. بالإضافة إلى ذلك فإن مستوى السكر العالي عادة يؤدي لجفاف الفم وقلّة إفراز اللعاب من قبل الغدد العابية وبالتالي يزيد احتمالية إصابة المريض بتسوس الأسنان وظهور رائحة كريهة من الفم، وضعف في اللثة وجذور الأسنان.

  1. ما هي سبل الوقاية التي تقع ضمن مسؤولية مريض السكري للمحافظة على صحة أسنانه؟

سبل الوقاية طريقها بسيط جداً، وهو الالتزام بتناول الأدوية التي من شأنها التحكم بمستوى السكر بالدم (وهذا هو العامل الأهم). أما من لم يستطع ضبط مستوى السكر فعليه الالتزام بعلاج أسنانه حسب مشكلة الأسنان أو اللثة، والنظام الغذائي الصحيح وتفريش الأسنان واستخدام الغسول والخيط بشكل يومي للمحافظة على بيئة فموية نظيفة وأقل عرضة للأمراض الفموية.

  1. كيف يتطور التهاب اللثة إلى التهاب دواعم السن المزمن؟ وما أخطاره؟

مريض السكري الذي لا يتحكم بمستوى السكر، عادة ما يعاني من نقص في إفراز اللعاب. ويترتب على ذلك تكون ما يسمى بالـ "كلس" أو الجير وهي طبقة صلبة تتكون حول الأسنان وتحت اللثة، ومع الوقت يصبح هذا الجير مصدرًا لعدوى اللثة المزمنة ويؤدي إلى تراجع مستوى اللثة وضعفها. وبطبيعة مناعة الجسم الضعيفة عند مريض السكري قد تتطور التهابات اللثة إلى الأنسجة الداعمة للأسنان والتي قد تؤدي إلى فقدان الأسنان. يرتبط تفاقم الحالة ارتباطًا كبيرًا بدرجة تحكم المريض بمستوى السكر في الدم.

 

  1. ما هي نصيحتك لمرضى السكر الذين يضطرون لخلع أسنانهم؟

في حال اضطرار المريض لخلع الأسنان التي لا يمكن إنقاذها قد نرى بعض التأخير في التئام الجروح إن لم يكن هناك ضبط للسكر. لذلك من المهم لمرضى السكر أن يأخذوا بعين الاعتبار أهمية تناولهم الدواء الموصف لهم لضبط السكر بشكل مستمر وخاصة قبل الخلع مع وجبة الإفطار قبل قدومهم للموعد والذي عادة ما يكون أثناء الصبح الباكر من أجل الحفاظ على المستوى المعتدل من السكر أثناء العملية.

  1. كم مرة يحتاج مريض السكري لزيارة عيادة طبيب الأسنان؟

يجب زيارة طبيب الأسنان كل 3 إلى 6 أشهر على الأقل للفحص والمتابعة، ولكن إذا شعر بالألم أو أية أعراض أخرى فيجب عليه مراجعة الطبيب فورًا  للحصول على  العلاج اللازم في الوقت المناسب ويتحكم في حالة الأسنان واللثة بشكل مبكر.

  1. كيف يؤثر مرض السكري على الخطة العلاجية لأسنان المريض؟

لنأخذ على سبيل المثال علاج التقويم. من المهم تفادي أي مشاكل في اللثة أو عظام الفك لمساعدة عملية تصفيف الأسنان وبالتالي نجاح علاج التقويم ككل. فمن الضروري الالتزام بضبط مستوى السكر لنجاح الخطة العلاجية لأسنان مرضى السكري أو حتى لتجنب الضرر قبل وقوعه من الأساس وكما يقال (الوقاية خير من العلاج).

  1. هل يؤثر مرض السكري على إجراءات الأسنان التجميلية مثل ابتسامة هوليوود أو العدسات(Veneers) ؟

لا يوجد أي أثر من هذه الناحية، وإنما آثار السكري كما ذكرت قد تكون على اللثة ودواعم السن أكثر. فلا داعي للخوف من لجوء مرضى السكري إلى هذا الإجراء فليس هناك أية علاقة مباشرة بين فشل علاج القشور التجميلية ومرض السكري. والأفضل أن يستشير المريض طبيب الأسنان قبل الحصول على ابتسامة هوليوود من أجل وضع الخطة المناسبة.

  1. ما هي طرق العلاج لالتهابات اللثة أو التهاب دواعم السن Periodontitis وكيف يمكن تجنبها؟

التهاب دواعم السن هو التهاب متقدم في اللثة يتلف الأنسجة ويسبب تآكل في العظام التي تدعم الأسنان إن ترك دون علاج سيؤدي  لتخلخل الأسنان وفقدانها. بالطبع يمكن الوقاية منه إلى حد بعيد حيث ينتج عادةً عن سوء العناية الصحية بالفم. فبمجرد الالتزام بغسل الأسنان واستخدام غسول الذي يستهدف البكتيريا اللثوية، وعمل الفحص المنتظم للأسنان قد يحسن بشكل كبير من فرصة نجاح علاج التهاب دواعم السن وقد يقي أيضًا من فرص الإصابة به.

  1. كيف يمكن لمريض السكري أن يميز اللثة الملتهبة عن اللثة الصحية والسليمة؟

تتسم اللثة الصحية بأنها جامدة الملمس ولونها وردي فاتح وتتلاءم بشكل مريح ومتساوي حول الأسنان. أما مؤشرات الْتهاب اللثة فمن علاماته التورم أو الانتفاخ   ولونها الأحمر ناصع داكن أو أرجواني. كما قد يشعر المريض بألم عند لمس اللثة وقد تنزف بكثرة أثناء التفريش والأكل. قد يلاحظ المريض زيادة في مساحة الفراغات بين الأسنان والتغيير في طريقة ضم الأسنان معًا أيضاً، فهذه جميعها أعراض التهاب اللثة ودواعم الأسنان بالنسبة للمرضى عمومًا وبالأخص مرضى السكري.

 

  1. ما هي النصائح الأخرى التي توجهها إلى مريض السكري؟

الالتزام بالأدوية لضبط السكر، وبالحميات الغذائية الصحية، وممارسة الرياضة يوميًا، ومراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري، والالتزام بتنظيف الأسنان باستخدام الخيط وغسول الفم الذي يستهدف اللثة. قد يلجأ البعض إلى استخدام المسواك الذي يحتوي على الكثير من المواد المضادة للبكتيريا، إلا أنه غير كافي لإزالة الفضلات التي تسبب تسوس الأسنان والتهابات اللثة. كما أنه من الملاحظ بأن بعض مرضى السكري لا يخبر الطبيب عن مرضه أثناء الزيارة إلا إذا سُئل عنه وهذه عادة خاطئة جدًا، فيجب على جميع المرضى مصارحة طبيب الأسنان عن حالاتهم الصحية لأنها قد تساهم في التشخيص والعلاج الصحيح. أما إذا كان المريض مدخن فيجب عليه الامتن