بقايا المضاد في الغذاء يضعف المناعة ويسبب السرطان 1 - 2 ... حسن علي

تستخدم الكثير من مزارع المواشي والدواجن المضادات الحيوية لعدة أمور منها علاج لبعض الأمراض أو علاج استباقي لأمراض سارية أو لتعزيز النمو وزيادة الوزن خصوصًا للدواجن وكلها تصب في المصلحة المادية الآنية في كثير من الأحيان من غير مراعاة للحد المسموح به والغرض الموصى لأجله.

وقد ذكرت إحدى الدراسات – السابقة - إن استخدام المضادت الحيوية الزراعية العالمية سيزداد بنسبة 67 % من عام 201‪0 حتى 202‪3.

أما الخطورة في الأمر فهي الجرعات الزائدة مع عدم الالتزام بفترة الأمان التي تفرض عزل الماشية أسبوع إلى أسبوعين وثلاثة أيام للدواجن قبل الذبح أو الإنتاج الحيواني حسب نوعية المضاد للتخلص من آثاره الضارة. ويكمن الخطر في حال طورت البكتيريا دفاعاتها لمواجهة المضاد ونتج عن ذلك ما يعرف بالممانعة أو المقاومة، فالمقاومة تتوقف على الجيل المقاوم للمضاد في حين إن الممانعة تنتقل مع الأجيال لتتوافق مع الظروف البيئية، وتزداد فرصة البكتيريا للممانعة فهي تتضاعف كل 20 دقيقة، منتجة الملايين في ساعات قليلة، فحينها لا تستجيب للعلاج والدواء، وتنتقل للإنسان على هذه الصفة الضارة، مسببة له أمراض خطيرة كالتليف الكبدي والكلوي والأورام السرطانية والاضطراب في البكيتريا المعوية النافعة والحساسية المفرطة والطفرات الجينية التي تستعصي على العلاج.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإن مقاومة المضادات الحيوية مسؤولة عن 25 ألف حالة وفاة سنوية في الاتحاد الأوروبي و 23 ألف حالة وفاة سنوية في الولايات المتحدة الأمريكية، وما يصل إلى مليوني فرد يصابون بعدوى مقاومة الأدوية كل عام، وبحلول عام 2050 يتوقع بعض الباحثين أن تسبب مقاومة المضادات الحيويه 10 ملايين حالة وفاة كل عام.

 

حسن علي

أخصائي الغذاء والتغذية