د. إيمان عطية تفخر بمواجهة كوفيد - 19

وقفت أمام سلم الطائرة تنتظر البحرينيين الذين نقلتهم الطائرات من البلدان الموبوءة، كان الموقف مشوبًا بالحذر والخوف عند البعض فقد تفشى فيروس كورونا كوفيد – 19 من الصين وانتقل للعديد من البلدان.

كانت مرتدية معدات الحماية الشخصية التي جعلتها قريبة الشبه من رواد الفضاء وكان الفريق الذي معها يلبس ذات المعدات، لم تكن هذه البداية فقد سبق أن تطوعت في فريق فحص ورصد المسافرين العائدين من البلدان الموبوءة.

هذه صورة من الصور التي عرضتها د. إيمان عطية على الطبي التي خصتها بلقاء عن ساعات التطوع الأولى لمكافحة فيروس كوفيد – 19 وقالت: "هذا وطني وهؤلاء الناس أهلي، الواجب وحبي لهم دفعني للمبادرة والتطوع في وقت كان القلق سيد الموقف ففيروس كورونا لا زال غير معروف التأثير ولا تعرف طريقة لعلاجه".

وواصلت وهي استشارية طبيب عائلة في مركز يوسف إنجنير الصحي: "تطوعت بالعمل في مواقع متعددة بدءًا من زيارة العائدين للوطن في بيوتهم وفي محطة استقبال العائدين في رحلات الإجلاء التي استغرقت حوالي شهرين في مطار البحرين وليس آخرًا في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات حتى إغلاقه".

وأوضحت أن الفريق كان يتميز بقوة فريدة من نوعها تعود للإدارة المتميزة لد. منى التحو نائب رئيس الخدمات الطبية بالرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، وأفراد الفريق الذي كان يعمل لأكثر من 8 ساعات في اليوم لدرجة نتأخر فيها عن تناول الإفطار في شهر رمضان المبارك لانهماكنا في العمل "كنا كعائلة واحدة، بل نحن بالفعل عائلة".

تفشى الفيروس في المملكة وفتح الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا كوفيد - 19 مركزًا خاصًا للخدمات الصحية في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات انتقلت د. إيمان إليه ووقفت في الصف الأول للمواجهة في قاعة المخالطين والمصابين بالأعراض.

ووصفت للطبي مشهدًا للخوف والهلع الذي اعترى البعض، وما قابله من ضغط عمل شديد بسبب ارتفاع أعداد مصابين في فترة كان اللقاح مجرد مشروع تعمل على انتاجه المختبرات العلمية.

وقالت: "رغم حذري الشديد لم أنجو من الفيروس وكنت من أوائل الأطباء المصابين به، أصبت في يوليو 2020، عزلت نفسي في المنزل كما تقتضي التعليمات، عانيت كثيرًا في الأيام الـ 5 الأولى - لأني أعاني من الحساسية فأصبت بالربو - ونقصت نسبة الأوكسجين لدي". وواصلت: "د. منى التحو كانت تتواصل معي كل يوم وتسأل عن أحوالي استمر الفيروس في جسمي حتى اليوم الـ 15 الذي أظهر الفحص الذي أجريته النتيجة السلبية".

تأثرت د. إيمان كثيرًا لابتعادها عن أولادها وزوجها ووالديها وكانت شاشات الاتصال المرئي نافذة التواصل معهم. وبينت: "كانت أيامًا صعبة جدًا عليّ وعلى أسرتي وبالأخص أطفالي وأشدها عليّ تأثر ولدي الصغير وشوقه لرؤيتي في أيام العزل". واستدركت: "لكن بحمد الله لم يصب أحد من عائلتي بفضل الله وبفضل التدابير التي اتخذتها، ورغم شدتها وصرامتها كانت أسرتي تدعمني وبالأخص زوجي الذي يقول لي دومًا البلد بحاجتكم وهؤلاء أبناء الوطن".

عادت د. إيمان للعمل مباشرة بعد التعافي من الفيروس، وكانت الدهشة تعلو بعض زملاءها في الفريق بسبب عودتها السريعة وإصرارها على المواصلة في مكافحة الفيروس.

وقالت أن الجائحة جعلتها تكشف الكثير من قدراتها الكامنة على المستوى الإداري والقيادي وهذا ما أهلها لتكون قائد فريق العمل في قاعة المخالطين المصابين بمركز المعارض، وقائد لذات القاعة التي فتحت في المستشفى الدولي، وأصبحت مسؤولة الفحص في المركبات في مركز المعارض حتى إغلاقها.

في يوم الإغلاق شعرت د. إيمان أنها تغادر بيتها الذي عملت فيه لأكثر من عامين، وقالت: "لم يكن الوداع سهلًا"، غصة الفراق تبعتها مفاجأة سارة فقد احتفل الفريق بقائدته وجلبوا كعكة لتكتمل أجواء الاحتفال بالإنجاز الذي حققوه.

وقالت: "الجائحة إلى زوال بإذن الله، نحن في نعمة بفضل الله وبفضل قيادة الفريق الطبي، ونسبة التطعيم العالية. الشكر الجزيل للفريق الطبي الوطني بكل منتسبيه والشكر موصول للخدمات الطبية بالرعاية الصحية الأولية وعلى رأسهم الرئيس د. جليلة السيد ونائبتها د. منى التحو لدورهما الكبير في نجاحي في كل مواقع عملي في مواجهة الجائحة".

 

"لا زلت أكافح الفيروس من موقعي كطبيبة في مركز يوسف إنجنير الصحي الذي عدت إليه. هذا بلدنا بتكاتف الجميع نقضي على الجائحة، فسعادتنا في العطاء وشرفنا في خدمة الوطن".

اللحظات الصعبة أصبحت وراء د. إيمان عطية ووسام فخر وشرف تتحدث عنها بسعادة.