تسمم الأذن.. خطر صامت!! ... حسين عبد العزيز مكي

تسمم الأذن Ototoxicity ، مشكلة تنتج عن التعرض لأدوية أو مواد كيميائية، تؤدي إلى ضرر في الأذن الداخلية أو العصب الدهليزي القوقعي، وهو العصب المسؤول عن نقل معلومات السمع والتوازن إلى الدماغ، وبما أن الأذن الداخلية هي المسؤولة عن السمع والتوازن، وتسمم الأذن من الممكن أن يؤدي إلى خلل في إحدى أو كلتا الحاستين.

أجزاء الدماغ التي تستقبل المعلومات الحسية للسمع والتوازن من الأذن الداخلية يمكن أن تتأثر بالتسمم، ولكن واقعيًا لا يصنف بتسمم الأذن وإنما يندرج تحت مسمى تسمم عصبي.

حدوث ودرجة تسمم الأذن يعتمد على عدة عوامل، منها نوع الدواء أو المواد الكيميائية، والوراثة وكيفية تعامل الجسم مع هذه المواد، وقد يكون بشكل مؤقت أو بشكل دائم، وذلك بسبب تأثير بعض الأدوية يكون مؤقتًا وبعضها يكون دائمًا، ويعتمد مدى الضرر على:

-  نوع الدواء أو المادة الكيميائية

-  كمية وجرعة الدواء

-  مدة أخذ الدواء

-  قدرة الكلى على التخلص من السموم

هناك أدوية عديدة من بعض آثارها الجانبية سمية الأذن، وهناك فرصة لتفاعل بعض الأدوية المختلفة يؤدي إلى سمية أكبر، ومثالٌ على تلك الأدوية التي من آثارها الجانبية سمية للأذن بعض المضادات الحيوية ومن أشهرها فئة تُسمى الأمينوغليكوزيد aminoglycoside وتحتوي على أدوية عديدة منها الجنتاميسين، أميكيسين، توبراميسين، إضافة لبعض الأدوية الأخرى مثل مدرات البول، حيث أخذ مدرات البول الحلقية بعد الأمينوغليكوزيد يؤدي إلى سمية أكبر وأخطر، إضافة لاحتمالية السمية من العلاج الكيميائي، الكحول، الماريجوانا، والمواد الثقيلة.

 

أعراض وعلامات تسمم الأذن:

  قد تظهر الأعراض مباشرة أو مع الوقت، منها:

-  ضعف في السمع

 - طنين

-  مشاكل في التوازن

وفي بعض الأحيان لا يلاحظ المريض حدوث تسمم الأذن لديه إلا بعد مدة.

 

فحص السمع مهم لاكتشاف التسمم بعد أخذ أي دواء من الأدوية المصنفة كأدوية محتملة لتسمم الأذن، ويتم مقارنة فحوصات السمع بين فترات زمنية لملاحظة أي تغييرات قد تطرأ على السمع، وقد يلاحظ المريض اختلاف في الأصوات ذات الترددات العالية، أو قد يلاحظ تغييرات في توازن الجسم.

 

علاج تسمم الأذن

 مع التشخيص المبكر لتسمم الأذن قد لا يحتاج المريض إلى تدخل إذا تم تغيير الدواء المسبب، وإذا كان الدواء والجرعة لا يمكن تغييرها قد يكون الضرر دائمًا، حينها قد يتم اللجوء إلى السماعات الطبية أو زراعة القوقعة لتحسين السمع وبالتالي تحسين التواصل لدى المريض، والعلاج الطبيعي يكون مجدي في الحالات التي يكون فيها التوازن متأثرًا بسبب سمية الأذن.

ولهذا ننصح الجميع ولا سيما المرضى الذين يخضعون لعلاجات دوائية بإجراء فحوصات روتينية دورية للسمع للاكتشاف المبكر لأي مشكلة في السمع، حيث تعتبر هذه المشكلة خطرًا صامتًا يهدد سمع البشر، وما يعكس من ازدياد حالات مشاكل ضعف السمع بسبب طبيعة الحياة والتلوث الضوضائي الذي نعيشه اليوم، ودامَ الناس بخير وبسمع سليم.

 

حسين عبد العزيز مكي

أخصائي أمراض السمع