ارتجاع المريء-1....د. سيد محمود القلاف

يُعرَّف ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal Reflux Disease) بأنه المرور العكسي غير الطبيعي لمحتويات المعدة من المعدة إلى المريء. يرتبط ارتجاع المريء بمجموعة واسعة من الأعراض النمطية، وأكثرها شيوعًا هي حرقة المعدة وارتفاع حمض المعدة إلى المريء وهذا قد يكون مرتبطاً بتناول الوجبات أو قد يحدث في أي وقت.

تشمل الأعراض الأخرى الشبع المبكر والتجشؤ والفواق والغثيان والقيء. وقد يسبب ارتجاع المريء أعراضاً مقلقة مثل عسر البلع، قيء مع دم، براز دموي أو ذو لون قطراني، فقدان الوزن غير المبرر، أو فقر الدم. قد يؤدي استمرار تعرض الغشاء المخاطي لحمض المعدة إلى إصابة المريء بالالتهاب الذي يمكن أن يتطور إلى تقرح وهو ما يعرف بالتهاب المريء التآكلي. قد يصاحب ارتجاع المريء أعراضاً غير نمطية مرتبطة بأعضاء خارج الجهاز الهضمي خلافاً لما ذكر سابقاً، ومثال على ذلك ألم الصدر والسعال والربو المزمن والتهاب الحلق والتهاب البلعوم وبحة الصوت. وأما سبب ارتجاع المريء فيعتقد أنه انخفاض ضغط أو وظيفة العضلة العاصرة (esophageal sphincter) التي تفصل المعدة عن المريء.

قد يحدث ارتجاع المريء في أي عمر، ولكن دلت الاحصائيات أن حوالي 18٪ إلى 28٪ من البالغين يصابون به. ولا يبدو أن هناك اختلافًا بين الجنسين في نسبة حدوث المرض، باستثناء زيادة نسبة حصوله أثناء فترة الحمل. على الرغم من عدم ارتباط مرض ارتجاع المريء بزيادة نسبة الوفيات إلا أنه يمكن للأعراض أن تقلل بشكل كبير من جودة حياة المريض.

هناك العديد من الأطعمة والمشروبات التي تم ربطها بزيادة ارتجاع المريء مثل: الأطعمة الدهنية وتلك المحتوية على نسبة عالية من البهارات أو النعناع وكذلك البصل والثوم والشوكولاته، والمشروبات الغازية وتلك المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والكولا بالإضافة إلى عصائر الفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون.

وأما الأدوية التي تم ربطها بارتجاع المريء فتشمل: الأسبيرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وبعض أدوية ضغط الدم وأمراض القلب الأخرى وحبوب الحديد وحبوب البوتاسيوم. كما أن هناك بعض أنماط الحياة الغير صحية التي تم ربطها بهذا المرض مثل التدخين وكذلك السمنة ولبس الألبسة الضيقة.

الأداة الأكثر فائدة في تشخيص مرض ارتجاع المريء هو تحليل الأعراض التي يعاني منها المريض وكذلك وجود أي من عوامل الخطر السالفة الذكر. المرضى الذين يعانون من الأعراض النمطية للمرض لا يحتاجون للخضوع لاختبارات إضافية. وأما المرضى الذين يعانون من أعراض غير نمطية فيجب إجراء تنظير داخلي (endoscopy) لهم. كما يُفضل إجراء التنظير لتقييم إصابة الغشاء المخاطي للمريء وتحديد أي مضاعفات وقد يتم أخذ عينة من الغشاء المخاطي لتأكيد ذلك.

 

د. سيد محمود القلاف

برنامج الصيدلة

جامعة البحرين