ماهي العوامل المتسببة في الإطباق الخاطئ وما آثارها؟
هناك عوامل كثيرة قد تؤثر على عملية إطباق الأسنان بشكل سلبي، والتي تؤدي إلى ظهور مشاكل طبية وظاهرية ونفسية لدى الفرد وحتى مشاكل في النطق واللفظ.
عادةً يعتمد أثر هذه العوامل على المرحلة العمرية، فأهم مرحلة من مراحل تطور الأسنان والفكين، هي مرحلة الطفولة ابتداءًا من 4 - 6 سنوات وما فوق، حيث تتضح العديد من العادات الفموية السيئة للأسنان خلال هذه الأعمار، ومن أبرزها:
- مص الإبهام: عادة فموية يدخل الطفل فيها إبهامه أو أول إصبعين من يده في فمه بالكامل والضغط بهما ضد سقف الحلق. يعتبر مص الطفل لإبهامه أو أصبعيه عادة طبيعية حتى عمر 3 سنوات ولكنها غير محبذة، ويجب بعد هذا العمر قطع هذه العادة لتجنب آثارها، فقد تؤثر استمرارية مص الإبهام على الفكين وعلاقة الأسنان فيهما، كما تؤثر على وضعية الشفة بسبب الضغط الذي يزداد على عضلات الخد والفم.
ومن أخطر آثار مص الإبهام ميلان الأسنان الأمامية العلوية والسفلية للخارج/ للأمام مما يجعل الطفل أكثر تعرضًا لكسر هذه الأسنان كما قد تصبح شفة الطفل "شفة مفتوحة" أي تبقى الشفتان مفتوحتان حتى عند غلق الطفل فمه، وهذا يجعله أكثر تعرضًا لجفاف الفم وبالتالي للتسوس، وأضف إلى ذلك ببقاء الشفتين مفتوحتين من الممكن أن تدفعه هذه العادة لاكتساب عادة سيئة أخرى وهي التنفس عبر الفم مما قد يضاعف المشاكل وآثارها.
- دفع اللسان: وهو مد طرف اللسان للأمام ووضعه بين قواطع الأسنان الأمامية أثناء البلع. تسبب هذه العادة الفموية اندلاع الأسنان الأمامية إلى الأمام مما يجعلها لا تتطابق بالشكل الصحيح فإن لم تنقطع هذه العادة السيئة قد يعاني الطفل من حالة تدعى "البلعة الطفولية" مدى الحياة حيث لا يستطيع بلع ريقه بالطريقة الناضجة والصحيحة.
من ضمن الآثار الأخرى لهذه العادة: عضة مفتوحة في الأسنان الأمامية (عدم التماس الأسنان عند العض)، ضيق الفك العلوي، وإطباق متصلب خلفي (شذوذ في العلاقة الجانبية للفكين).
- التنفس الفموي: التنفس من الفم بدلًا من الأنف والسبب الأكثر شيوعًا لهذه العادة هو إما انسداد الأنف أو عدم كفاءة الشفة (الشفة المفتوحة). الآثار السلبية لهذه العادة على الأسنان هي: ضيق الفك العلوي، وإطباق متصلب خلفي (شذوذ في العلاقة الجانبية للفكين).
- صرير الأسنان أو الاحتكاك الحاد ببعضهم: عادةً سببها اللاوعي الليلي ولكن يمكن أن تحدث هذه العادة أثناء النهار وقد يكون فعلها بوعي أو لا شعوريًا. تعتبر عادة واعية عندما تكون ضمن العادات الفموية غير الوظيفية كعض الأظافر أو عض الأقلام وما إلى ذلك. من آثارها السلبية التالي: تقلص الطبقة السطحية من الأسنان بشكل كبير، وفقدان بنية الأسنان، آلام في عضلات الوجه، اضطرابات مفصل الفك (TMJ)، صداع متكرر في الرأس.
- عادات الشفاه: وتتضمن مص وعض الشفة. تلعب الشفتان دوراً كبير في آلية المضغ والكلام والحفاظ على الإطباق الصحيح بين الأسنان. بالرغم من أن آثار هذه العادة الفموية أقل مقارنةً بالعادات الأخرى إلا إنها إن كانت تُمارس بشكل حاد قد تؤدي لارتداد الأسنان للخلف وبالتالي تغيير في الإطباق الأصلي بين الأسنان.
د. حوراء الراشد
طب وجراحة الفم والأسنان
