لا يوجد غذاء خارق للدماغ، ولكن..

"لا أؤمن بالأطعمة الفائقة"، أو أن أي طعام أو مجموعة طعام هي مفتاح صحة الدماغ. هكذا علقت د. ليزا موسكوني، مؤلفة كتب حول علم الغذاء والدماغ في تصريح لجمعية القلب الأمريكية.

ويتفق الخبراء أن الأكل الصحيح ضروري لصحة الدماغ.

وأوضحت د. ليزا موسكوني مديرة مبادرة دماغ المرأة والأستاذة المساعدة لعلم الأعصاب في طب الأعصاب والأشعة في طب وايل كورنيل: "من بين جميع أعضاء أجسامنا، الدماغ هو العضو الأكثر تضررًا بسبب سوء التغذية".

ولفتت إلى أن لدى الكثير من الناس مفاهيم خاطئة حول ماهية "الطعام المناسب". وقالت: "واحدة من أكبر المغالطات التي سمعتها مؤخرًا هي فكرة أن اتباع نظام غذائي عالي الدهون مفيد بطريقة ما للدماغ". وأردفت: "ليس هذا ما تظهره معظم الأبحاث".

من جهتها قالت د. كريستين يافي ، أستاذة الطب النفسي وعلم الأعصاب وعلم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن المكملات الغذائية هي مجال آخر يتم فيه تضليل الناس. وقالت إنه باستثناء عندما يعاني شخص ما من نقص في عنصر غذائي معين، لا يبدو أن مكملات الفيتامينات تحسن صحة الدماغ.

ولم تؤكد الأبحاث فوائد المكملات التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية وزيت السمك على صحة الدماغ.

وبينت د. يافي: "لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن ذلك. لكن يبدو أن بعض الأطعمة تساعد عندما تكون جزءًا من نمط غذائي كامل. وهذا النظام الغذائي يشبه النظام الذي يوصي به الأطباء لصحة القلب".

وجدت الدراسات أن اتباع نظام غذائي متوسطي - غني بالفواكه والخضروات والأسماك والمكسرات - يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى النساء وقد يؤدي إلى تحسين القدرات الإدراكية في سن الشيخوخة.

وسلطت د. موسكوني الضوء على بعض العناصر الغذائية - مضادات الأكسدة، مثل فيتامين سي وفيتامين إي وبيتا كاروتين، وفيتامينات ب المضادة للالتهابات وأحماض أوميغا 3 الدهنية - التي قالت إنها مهمة لصحة الخلايا العصبية.

وتتفق الخبيرتان د. يافي ود.موسكوني على أنه لا وجود لغذاء "مثالي للدماغ".

وقالت د. موسكوني: "أنا لا أؤمن بالأطعمة الفائقة"، أو أن أي طعام أو مجموعة طعام هي مفتاح صحة الدماغ. وأوضحت د. يافي: "لا يعني ذلك أن هناك أي خطأ في العنب البري، لكن "لا تفكر إذا أكلت التوت الأزرق فقط، فسوف يكون فعّالاً. "

ولفتت د. موسكوني إلى ضرورة التفكير في الأطعمة التي يحتمل أن تكون ضارة بصحة الدماغ. وقالت إن الدهون المشبعة، وخاصة من مصادر حيوانية، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتظهر بعض الأبحاث أيضًا أنه يزيد من خطر حدوث مشاكل في الإدراك.

وأشارت إلى أن الأبحاث تشير إلى أن النظام الغذائي السيئ قد يتسبب في فقدان العناصر الهيكلية والوظيفية الرئيسية في الدماغ، إلى جانب "زيادة التعرض لشيخوخة الدماغ والخرف".