الشَّلل الدماغي 1 .... د. محمود هشام

الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على قدرة المريض على الحركة والمحافظة على التوازن والوضعية ويعتبر من أكثر الحالات المسببة للعجز في الطفولة، وينجم عن خلل أو أذية في تطور ونمو الدماغ مما يؤدي إلى خلل في قدرة الشخص على التحكم بعضلاته وجسمه.

تختلف أعراض الشلل الدماغي من مريض لآخر، فالمريض المصاب بالشكل الشديد يلزمه استعمال أجهزة مساعدة خاصة كي يتمكن من المشي أو قد لا يكون قادراً على المشي كلياً، وربما يلزمه رعاية صحية مدى الحياة. أما المصاب بالشكل الخفيف فإنه قد يكون قادراً على المشي بشكل مضطرب لكن دون الحاجة إلى مساعدة خاصة. لا يسوء الشلل الدماغي عادةً مع الوقت لكن الأعراض نفسها يمكن لها أن تتغير خلال حياة المريض.

جميع مرضى الشلل الدماغي لديهم مشاكل في الحركة والوضعية، والكثير منهم أيضاً لديهم مشاكل أخرى مثل ضعف القدرات الذهنية، والتشنجات (نوب الصرع)، واضطرابات في الرؤية أو السمع أو الكلام، وتشوهات في العمود الفقري مثل الجنف، ومشاكل في المفاصل مثل تيبّس المفاصل.

 

أنماط الشلل الدماغي:

يصنّف الأطباء الشلل الدماغي على حسب الشكل الرئيسي للاضطراب الحركي الموجود. يوجد عموماً واحد أو أكثر من اضطرابات الحركة التالية وذلك حسب منطقة الدماغ المتأثرة :

-       تصلّب العضلات - الشُّناج

-       الحركات غير المسيطرة - سوء الحركة

-       خلل التوازن والتناسق - الرّنح

 

  1. الشلل الدماغي التشنجي:

هو الشكل الأكثر شيوعاً ويصيب حوالي 80 % من الحالات. هؤلاء المرضى لديهم زيادة في مقوية العضلات (شُناج) أي أن العضلات تصبح متصلّبة مما يؤدي إلى تشوه الحركات. يوصف الشلل الدماغي التشنجي اعتماداً على منطقة الإصابة من الجسم :

-       الشلل التشنجي ثنائي الجانب: في هذا الشكل يحدث تصلب العضلات بشكل رئيسي في الطرفين السفليين وبشكل أقل منه في الطرفين العلويين، أو يكونان (أي الطرفين العلويين) سليمين. تحدث عادةً  صعوبات بالمشي بسبب تصلب عضلات الحوض والرجلين مما يجعل الطرفين السفليين يبدوان مشدودين معاً وملتفين للداخل ومتصالبين عند الركبتين (المشية المقصِّية).

-       الشلل الشقي التشنجي: يصيب هذا الشكل جهة واحدة من الجسم وعادة ما تتأثر الذراع أكثر من الرجل.

-       الشلل الرباعي التشنجي: هو الشكل الأكثر شدةً من الشلل الدماغي التشنجي، ويصيب الأطراف الأربعة والجذع والوجه. يكون المصابون بهذا الشكل عاجزين عن المشي وغالباً لديهم عجز تطوري أيضاً مثل اضطراب ذهني أو نوب صرع أو مشاكل في الرؤية أو الكلام أو السمع.

  1. الشلل الدماغي مع سوء الحركة:

يعاني الأشخاص المصابون بالشلل الدماغي الحركي من مشاكل في السيطرة على الحركات اللإاردية في اليدين والذراعين والرجلين والقدمين، مما يجعل الجلوس والمشي صعبًا. لا يمكن السيطرة على تلك الحركات وقد تكون بطيئة ومتعرجة أو سريعة ومهتزة. أحيانًا يتأثر الوجه واللسان أيضاً فيعاني المريض من صعوبة في المص والبلع والكلام. الشخص المصاب بالشلل الدماغي مع سوء الحركة لديه تأرجح في مقوية العضلات (تتراوح من العضلات المشدودة المتشنجة إلى العضلات الرخوة) من يوم لآخر، وأحيانا خلال اليوم الواحد.

 

  1. الشلل الدماغي الرنحي:

 

يعاني الأشخاص المصابون بالشلل الدماغي الرنحي من مشاكل في التوازن وتناسق الحركات وعدم ثبات المشي. وقد يواجهون صعوبة في تنفيذ الحركات السريعة أو الحركات التي تحتاج إلى الكثير من التحكم والسيطرة، مثل الكتابة ومسك الأشياء، فضلاً عن صعوبة التحكم باليدين أو الذراعين عند الوصول إلى شيء ما لالتقاطه .

  1. الشلل الدماغي المختلط:

يعاني بعض المرضى من أعراض أكثر من نمط واحد من الشلل الدماغي. النوع الأكثر شيوعًا من الشلل الدماغي المختلط هو الشلل الدماغي التشنجي الحركي.

 

د. محمود هاشم

اختصاصي المخ والأعصاب